كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قالوا سلامًا} حسن أي سدادًا من القول والمعنى سلمنا سلامًا أو قولًا ذا سلامة لم يقصد به حكاية.
{قال سلام} جائز و{سلام} خبر مبتدأ محذوف أي أمري وأمركم سلام أو مبتدأ محذوف الخبر أي عليكم سلام.
{حنيذ} كاف.
{لا تخف} جائز وقال نافع تام وخولف لأنَّ الكلام متصل.
{قوم لوط} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال.
{فضحكت} تام على أنَّ لا تقديم في الكلام ولا تأخير ويكون المعنى أنهم لمَّا لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلى الله عليه وسلم خافهم فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورًا بالبشارة بزوال الخوف وهذا قول السدي والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل ذكره جماعة من المفسرين وقال قتادة ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب وقال وهب ضحكت تعجبًا من أن يكون لها ولد وقد هرمت وقيل ضحكت حين أخبرتهم الملائكة إنَّهم رسل وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرت بذلك وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل وقال مجاهد ضحكت بمعنى حاضت قال الفراء لم أسمعه من ثقة ووجهه أنَّه كناية وقال الجمهور هو الضحك المعروف وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه.
{فبشرناها بإسحق} كاف لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء والتقدير ويعقوب من وراء اسحق وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم أو رفع يعقوب على أنَّه فاعل أي واستقر لها من وراء اسحق يعقوب وجائز لمن قرأه بالنصب عطفًا على موضع باسحق أي فبشرناها بإسحق ووهبنا لها يعقوب ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة لأنَّه يفسد أن ينسق على اسحق الأوّل لدخول من بينهما إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد ومن نصب لم يرد هذا الوجه وإنَّما أراد أن يضمر فعلًا ينصبه به كما تقول مررت بعبد الله ومن بعده محمدًا على معنى وجزت من بعده محمدًا وليس بوقف إن جرَّ يعقوب تقديرًا والمعنى فبشرناها باسحق وبيعقوب وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف وهذا بعيد والصحيح إنَّه منصوب بفعل مقدر دل عليه المظهر والتقدير وآتيناها من وراء اسحق يعقوب فيعقوب ليس مجرورًا عطفًا على اسحق لأنَّه متى كان المعطوف عليه مجرورًا أعيد مع المعطوف الجارّ.
{ومن وراء إسحق يعقوب} حسن ومثله {شيخًا}.
{عجيب} كاف.
{من أمر الله} حسن.
{أهل البيت} كاف.
{مجيد} تام.
{وجاءته البشرى} صالح على أنَّ جواب لما محذوف أي أقبل يجادلنا فيجادلنا حال من فاعل أقبل وليس بوقف إن جعل جوابها {يجادلنا} وكذا إن جعل يجادلنا حالًا من ضمير المفعول في {جاءته}.
{في قوم لوط} كاف وقيل تام وهو رأس آية في غير البصري وذلك أنَّ لوطًا لم يعرف أنهم ملائكة وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة لأنهم كانوا في أحسن حال فخاف عليهم وعلم أنَّه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه.
{منيب} تام.
{أعرض عن هذا} حسن ومثله {أمر ربك}.
{غير مردود} كاف ومثله {عصيب} أي شديد.
{إليه} حسن ومثله {السيآت} وكذا {هن أطهر لكم}.
{ضيفي} كاف على استئناف الاستفهام.
{رشيد} كاف.
{من حق} جائز.
{ما نريد} حسن وهو إتيان الذكورة.
{شديد} كاف وجواب لو محذوف تقديره لبطشت بكم.
{لن يصلوا إليك} حسن ومثله {بقطع من الليل} على قراءة من قرأ {إلاَّ امرأتك} بالرفع بدلًا من أحد وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناءً من قوله: {فأسر بأهلك} وهي قراءة الباقين ويجوز نصبه استثناءً من واحد والوقف على {الليل} كما قرئ: {ما فعلوه إلاَّ قليلًا} بالنصب.
{إلاَّ امرأتك} حسن على القراءتين قال قتادة والسدي خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوا لوطًا نصف النهار وهو في أرض له يعمل فيها وقد قال الله لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم فاستضافوه فانطلق بهم فلما مشى ساعة قال لهم أما بلغكم أمر هذه القرية قالوا وما أمرهم قال أشهد بالله لشر أهل قرية في الأرض عملًا فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد إلاَّ أهل بيت لوط عليه السلام فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت إنَّ في بيت لوط رجالًا ما رأيت مثل وجوههم قط فجاء قومه يهرعون إليه أي يسرعون في المشي فقال لهم حين حضروا وظنوا أنَّهم غلمان هؤلاء بناتي هن أطهر لكم من نكاح الرجال يعني بالتزويج ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائز كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاصي بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين وقيل أراد نساء أمته كما قرئ في الشاذ: {النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم} انتهى النكزاوي قال ابن عباس أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم قالوا يا لوط إنَّا رسل ربك لن يصلوا إليك فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له فقام في الصورة التي خلقه الله عليها فنشر جناحه وضرب وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم فانصرفوا وهم يقولون النجاة النجاة سحرونا.
{ما أصابهم} حسن ومثله {موعدهم الصبح} فهو منقطع عما قبله وذلك أنه روي أنَّ الملائكة لما قالت للوط عليه السلام إنهم يهلكون في الصبح قال لهم لوط لا تؤخروهم إلى الصبح كأنه يريد العجلة قالوا له: {أليس الصبح بقريب} وإنَّما قربوا عليه لأنَّ قلوب الإبدال لا تحتمل الانتظار.
و{بقريب} كاف.
{منضود} حسن إن نصب {مسومة} بفعل مقدر وليس بوقف إن نصب نعتًا للحجارة كأنه قال وأمطرنا عليهم حجارة مسومة.
{عند ربك} كاف.
{ببعيد} تام لانتهاء القصة.
{أخاهم شعيبًا} جائز ومثله {من إله غيره} على القراءتين رفعه نعتًا لإله على المحل وجره نعت له على اللفظ.
{والميزان} حسن ومثله {بخير} أي برخص الأسعار.
{محيط} كاف.
{بالقسط} حسن ومثله {أشياءهم}.
{مفسدين} تام.
{مؤمنين} كاف ورسموا {بقيت الله} بالتاء المجرورة كما ترى.
{بحفيظ} حسن.
{ما نشاء} كاف ورسموا نشواء بواو وألف بعد الشين كما ترى.
{الرشيد} كاف.
{رزقًا حسنًا} تام وفي الكلام حذف تقديره ورقني منه رزقًا حسنًا أفتأمرونني أن أعصيه مع هذه النعم التي له عليّ.
{أنهاكم عنه} تام.
{ما استطعت} حسن.
{إلاَّ بالله} كاف ومثله {أنيب}.
{أو قوم صالح} حسن.
{ببعيد} كاف.
{ثم توبوا إليه} حسن.
{ودود} كاف.
{ضعيفًا} حسن للابتداء بلولا ومثله {لرجمناك}.
{بعزيز} كاف ومثله {من الله} فصلًا بين الاستخبار والإخبار.
{ظهريًا} كاف ومثله {محيط}.
{إني عامل} حسن ثم يبتدئ {سوف تعلمون} لأنَّه وعيد فهو منقطع عما قبله و{تعلمون} ليس بوقف ولا رأس آية لأنَّ من في موضع نصب مفعول تعلمون وإن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر يخزيه قال الفضل بن العباس كان تامًا ورأس آية أيضًا على الاستئناف وردّ بأنَّه ليس رأس آية إجماعًا ويجوز أن تكون من استفهامية وما بعدها الخبر أي سوف تعلمون الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب أم غيرهما.
{ومن هو كاذب} حسن ومثله {وارتقبوا}.
{رقيب} كاف.
{برحمة منا} حسن ومثله {جاثمين} إن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف وليس بوقف إن جعلت ما بعدها متعلقًا بما قبلها بدلًا من {جاثمين} أو حالًا من الضمير في أصبحوا.
{كأن لم يغنوا فيها} حسن.
{بعدت ثمود} تام.
{وسلطان مبين} ليس بوقف لأنَّ حرف الجر وما بعده موضعه نصب بأرسلنا.
{وملائه} جائز.
{أمر فرعون} حسن وقيل كاف.
{برشيد} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال.
{يوم القيامة} جائز.
{النار} حسن.
{المورود} كاف.
{لعنة} ليس بوقف لأنَّ {ويوم القيامة} معطوف على موضع في هذه كأنه قال وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة.
{ويوم القيامة} تام ويبتدئ {بئس الرفد} وقيل لعنة واحدة في الدنيا ويوم القيامة بئس ما يوعدون به فهي لعنة واحدة وهذا لا يصح لأنَّه يؤدي إلى إعمال بئس فيما تقدم عليها وذلك لا يجوز لعدم تصرفها أما لو تأخر لجاز.
{المرفود} كاف.
{نقصه عليك} جائز.
{وحصيد} كاف.
{أنفسهم} حسن.
{أمر ربك} كاف وكذا {تتبيب} وكذا {ظالمة}.
{شديد} تام.
{الآخرة} حسن.
{مجموع} ليس بوقف لأنَّ {الناس} مرفوع به كأنه قال مجموع الناس له أي فيه أي ستجمع له الناس.
و{له الناس} جائز.
{مشهود} كاف.
{معدود} جائز.
{إلاَّ بإذنه} تام عند نافع.
{وسعيد} كاف.
{ففي النار} جائز.
{وشهيق} ليس بوقف لأنَّ {خالدين} حال مقدرة مما قبله.
{والأرض} ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده.
{ما شاء ربك} كاف ومثله {فعال لما يريد} وفي هذا الاستثناء أربعة عشر قولًا أظهرها أنَّه استثناء من قوله: {ففي النار} وفي الجنة أي إلاَّ لزمان الذي شاءه الله فلا يكونون في النار ولا في الجنة وهو الزمان الذي يفصل الله فيه بين الخلق يوم القيامة لأنَّه زمان يخلوا فيه الشقي والسعيد من دخول النار والجنة أو أن إلاَّ بمعنى قد أي قد شاء ربك انظر السمين.
{ففي الجنة} ليس بوقف لأنَّ {خالدين} حال فلا يفصل بين الحال وذيها.
{والأرض} ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده.
{إلاَّ ما شاء ربك} الثاني حسن إن نصب {عطاء} بفعل مضمر أي يعطون عطاء وليس بوقف إن نصب بما قبله لأنَّ المصدر يعمل فيه معنى ما قبله ومعنى عطاءً إعطاء كنباتًا أي إنباتًا.
{غير مجذوذ} تام ومثله {هؤلاء} للابتداء بالنفي.
{من قبل} كاف.
{غير منقوص} تام.
{فاختلف فيه} كاف ومثله {لقضي بينهم}.
{مريب} تام على قراءة من شدّد النون والميم وقرئ إن مخففة ولا اسمها وإعمالها مخففة ثابت في لسان العرب ففي كتاب سيبويه إنَّ زيدًا لمنطلق بتخفيف إن فبالتخفيف قرأ نافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم والباقون بالتشديد وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لما هنا مشددة وفي يس: {وإن كلٌّ لما جميع لدينا} وفي الزخرف: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} وفي الطارق: {إن كلُّ نفس لما عليها حافظ} قال صاحب الكشاف أعجب كلمة كلمة لمَّا إن دخلت على ماض كانت ظرفًا وإن دخلت على مضارع كانت حرفًا جازمًا نحو لمَّا يخرج وتكون اسمًا مبنيًا لاتحاده بين كونه اسمًا وكونه حرفًا كمذ فإنه مبني حال الاسمية لمجيئه اسمًا على صورة الحرف فكذلك لما.
{أعمالهم} كاف.
{خبير} تام للابتداء بعده بالأمر.
{ومن تاب معك} حسن.
{ولا تطغوا} أحسن مما قبله.
{بصير} تام حكي عن بعض الصالحين أنَّه رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا رسول الله روي عنك أنك قلت شيبتني هود وأخواتها فما الذي شيبك في هود أقصص الأنبياء أو هلاك الأمم فقال لا ولكن قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت} أي لأنَّ الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله وهي مقام لا يطيقه إلاَّ الأكابر قاله الفخر الرازي.